كشفت مصادر إعلامية أن شخصيات فلسطينية مستقلة من داخل الوطن وخارجه تجري فيما بينها
اتصالات واسعة ومكثفة لبلورة صيغة من شأنها تحقيق مصالحة في الساحة الفلسطينية، وبشكل خاص بين حركتي فتح وحماس.
وقال مصدر فلسطيني لـ (المنـار) أن عددا من هذه الشخصيات سوف تطلب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ومن ثم ستلتقي هذه الشخصيات مسؤولين رفيعي المستوى في القاهرة وعمان ودمشق وصنعاء لهذا الغرض، في محاولة لانجاح هذه المهمة بتعاون مع هذه العواصم.
وأعرب القائمون على هذا التحرك عن مخاوفهم من تراجع دولة خليجية عن محاولاتها تحقيق مصالحة في الساحة الفلسطينية، تحت ادعاء أن أحداث كبيرة قادمة أهم من هذا التوجه أي المصالحة في الساحة الفلسطينية، في الوقت نفسه طالب العاهل الاردني الفلسطينيين بانهاء أزمتهم والتفرغ لمواجهة التحديات التي تتهدد قضيتهم.
وذكرت المصادر ذاتها أن العمل بجدية لانهاء الأزمة ضروري لأن المرحلة خطيرة، واسرائيل لن تقدم شيئا في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وهناك قضايا أهم وأخطر على جدول أعمال الحكومة الاسرائيلية، وهذا ما تتفق بشأنه مع الادارة الامريكية، التي اشارت المصادر الى انها ابلغت جهات عربية بالتوقف عن المطالبة بانجازات من وراء هذه المفاوضات ، فالوقت غير مناسب لاسرائيل، ورئيس حكومتها لا يستطيع الخوض في مسائل الصراع الجوهري، فاما أن ينتظر الفلسطينيون واما ان يعلن عن انتهاء المفاوضات، والانتظار كما تفسره الادارة الامريكية حسب ما ذكرت المصادر هو مواصلة اللقاءات دون الخوض في المسائل الجوهرية.
وحذرت هذه الشخصيات الفلسطينية من أن تدفع الساحة ثمن ما ستقدم عليه اسرائيل وامريكا من تفجيرات واعتداءات في المنطقة.
واضافت المصادر أن اسرائيل تلعب على ورقة الازمة في الساحة الفلسطينية ، فهي من جهة تجمد المفاوضات فعليا، وتبتز حركة حماس بتنازلات من أجل تفاهمات أمنية، وفي كلا الحالتين، اسرائيل تريد هدوءا فقط في الساحة الفلسطينية لشن اعتداءات واسعة بالاشتراك مع أمريكا، وفي مرحلة قادمة، ستشن هجوما واسعا على قطاع غزة، ولن تعطي السلطة بالمفاوضات التي وعدت بها واشنطن شيئا.
وكشفت المصادر عن أن صيغة المصالحة التي تعدها الشخصيات المستقلة، هي صيغة متوازنة تدفع الجانبين فتح وحماس الى الموافقة عليها، وهي تحمل الطرفين مسؤولية استمرار الأزمة وما يترتب عليها من تطورات ونتائج خطيرة، كذلك، تعطي الصيغة لبعض الدول العربية دورا في تنفيذ أي اتفاق يعقد وبضمانات واضحة.